الخميس، 29 يونيو 2017

ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي...


ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ...
اغلب الظن بأن الروح هنا يقصد به الوحي (القرآن )  وليس روح الانسان او روح القدس او روح أخر ...

لان الاية التالية تؤكد على ما ذهبت انا اليه ، وتتحدث عن الوحي ، وكأنها تشرح وتوضح معنى الروح  ..ولئن شئنا لذهبنا بالذي اوحينا اليك ...وهو الوحي...
وكذلك الاية 88 من نفس السورة ، تتحدث عن القرآن ...قل لئن أجتمعت الإنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ...الخ
والاية 52 من سورة الشورى ..تذكر بان الوحي انما هو روحا من عند الله ..
..وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ..
والاية 15 من سورة غافر ، تذكر بأن الوحي هو الروح  ..رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ..
والوحي ..نزل به الروح الأمين ..
وأمر الله هو كلام الله وقوله ..انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
فالله يخلق ويامر ..فخلقه انما هى افعاله ..وأمره هو كلامه واقواله وتعاليمه ، الا له الخلق والامر ...
فامر الله الذي هو كلامه واقواله وتعاليمه ..صفة من صفات الله فهى غير مخلوقة ، وقد اخبرنا الله واوحى للانبياء عن بعض من كلام الله ، وهي القرآن والتوراة والانجيل الغير محرفين ..

ولعل هناك فرق بين  معنى كلمة ..ويسألونك ..وكلمة ..يسألونك ، بدون الواو ..فكلمة يسألونك ..بدون الواو ..تدل على ان الناس قد سألوا وطلبوا  التوضيح من الرسول أثناء حياة الرسول ، والأخرى ، سوف يتم التساءول من قبل الناس بعد موت الرسول ..فالله اجاب عنهم في القرآن عما سيتساءلون عنه بعد موت الرسول ..وهذا منطقي  وواقعي ومعقول جدا بأن الناس بعد موت الرسول سوف يخطر في بالهم عدة تساءولات ، وهذا ما حدث فعلا وما زال يحدث
وكان اول تساءول صعيب ومعقد  من ذلك النوع حدث في عهد المأمون في  قضية  خلق القرآن ، وماهية وسر وكنه الوحي ، وهو ما عبرعنه القرآن بالاية ..ويسألونك عن الروح ...والكاف هنا ، يدل على  المخاطب هو القرآن نفسه ، لانه هو الباقي ، المتواجد المستمر بين الناس ، بعد موت الرسول محمد ..
فلو ادرك الامام احمد بن حنبل بأن الله قد اجاب في القرآن عن تساءول القوم عن الروح (القرآن ) ، كما في أية الروح، لذكر لهم كما قاله الله لهم عن الوحي ..قل الروح من أمر ربي وما أتيتم من العلم الا قليلا ..

وكما نعرف جميعا بأن قضية خلق القرآن ، ..كانت من اخطر واهم القضايا التى شهدها التاريخ الاسلامي في العصرين الاموي والعباسي ، بل وما زالت تلك المسالة  تعرض بطريقة أخرى في يومنا هذا ، عن طريقة وكيفية قرآت النص الديني ..
فهل يعقل ان الله جل جلاله لن يذكر حل واجابه لتلك المسئلة التى سوف تشتعل بين الناس بعد موت الرسول ! معاذ الله ، وهو عالم الغيب والشهادة ...

فتلك الاية واحدة من الايات التى تتحدث وتخبر الناس عما سيحدث في المستقبل اي الزمن بعد نزول القرآن ..والتى تدل وتؤكد وتبرهن على ان الوحي هو من عند الله ..

وقد تبين لي بان القضية تلك ظهرت في بداية  218 هجرية واستمرت 15 عاما ..وعرفت بان رقم أية الروح هي 85 من السورة رقم 17 من جملة سور القرآن ال114 سورة ..فجمعت كل ذلك ..17+85+114 =
فتحصلت على النتيجة 216 ..وكانت مقاربة للتاريخ الهجري الذي ظهر فيه تلك القضية الدينية ، بالصدفة ؟!