الجمعة، 21 مايو 2021

واتخذ الله إبراهيم خليلا ..تأمل جديد

 

تأمل جديد في أية قرآنية ..


كيف يجب ان تكتب وتتلى وتفهم جملة ..وأتخذ الله ابراهيم خليلا ..؟


يقول الله ...

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ..


اغلب المفسرين فهموا الاية ووضحوا لنا بأن إبراهيم هو الذي اتخذ الله خليلا له ، بالرغم ان طريقة كتابة ، أسم الجلالة  ، الله وكلمة ابراهيم  في المصاحف توحي بأن الله هو الذي اتخذ ابراهيم خليلا له..


ولقد اخطأ المفسرين والمفكرين عندما تعاملوا مع الجملة ..واتخذ الله إبراهيم خليلا ،بانها إستئنافية او اعتراضية   ويقولوا بان الواو  إستئنافية  وليست عاطفة ، بينما هي  حقيقة معطوفة على الجمل السابقة ، أحسن دينا و أسلم وجهه لله ، واتبع ملة إبراهيم ..


واقول أنا بانه ، لمعرفة المعنى الحقيقي والصادق للاية ..يتطلب معرفة عودة الضمير في الافعال ، أسلم ، واتبع ، واتخذ ..فالضمائر في تلك الافعال تعود على المسلم الذي أحسن دينا المذكور في بداية الاية ..

وعليه فان المسلم هو الذي يجب ان  يتخذ الله خليلا له ..وذكر أسم ابراهيم بعد ذكر أسم الجلالة ، الله ..يقصد به هكذا ..فالمسلم اتخذ الله حق ابراهيم خليلا له ..أي ..المسلم اتخذ رب ابراهيم خليلا له ..

وعليه يجب ان يكتب ويتلى أسم الجلالة ،  وأسم ابراهيم بحيث يتناسبا مع المعنى المذكور أنفا ..


اعراب الجملة يجب ان يكون هكذا حتى يتضمن المعنى الصحيح ..

اتخذ .فعل ماض والفاعل  ضمير مستتر تقديره (هو ، يعود على المسلم ) ، وإبراهيم ، مضاف اليه مجرور وعلامة الجر الفتحة ..وأسم الجلالة ، الله ، يكتب ويتلى مرفوعا بالضم في محل نصب مفعول به ..


وهناك علاقة قوية بين معاني النصوص القرآنية واعرابها ، فالمتحدث يحدد  اولا المعاني المطلوبة ثم يحدد الحكم النحوي لكلماته واما المتلقي فانه يحدد ويقرر الحكم النحوي ثم يستنبط ويتعرف على المعاني المقصودة ..

ولقد تذكرت الجملة ..وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمهن ..فقد غير علماء الدين واللغة المتأخرين  اعراب بعض الكلمات بحيث تتناسب مع المعنى المراد منا ، وليس كما يريد المتكلم بالقرآن ..فكيف جاز لهم ذلك ، فلو كان يراد بالمعنى الذي نتوقعه ونفهمه ، لكانت الجملة هكذا ..وإذ ابتلينا ابراهيم بكلمات فاتمهن ..او وإذ ابتلى الله إبراهيم بكلمات ..وهكذا الحال بالاية ..انما يخشى الله من عباده العلماء ،،


وللحديث بقية ..


اليكم مقال يتعلق بفهم الاية المذكورة ..