الاثنين، 12 مارس 2018

من هما الشقي والسعيد في حديث ، الشقي والسعيد ؟


من موقع الامام بن باز ..

 ما تفسير قوله صلى الله عليه وسلم ويكتب شقي ورد في الحديث الذي ما معناه: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه) إلى أن قال: ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، والسؤال يبقى سماحة الشيخ: هل الشقاوة والسعادة هي شقاوة الآخرة أم شقاوة الدنيا, أعني هل يكتب الإنسان من أهل الجنة أو من أهل النار؟

نعم هذا جاء في الحديث الصحيح، في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يجمع خلق ابن آدم، النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول المخلوق قال: (إنه يكون أولا في الأربعين الأولى نطفة، ثم الأربعين الثانية علقة -وهي قطعة الدم-، ثم في الأربعين الثالثة يكون مضغفة -قطعة اللحم-، وبعد كمال مائة وعشرين ينفخ فيه الروح، ويكتب عمله وأجله ورزقه وشقاوته وسعادته، هكذا جاء في الصحيحين: يُكتب رزقه وعمله شقي أو سعيد، رزقه مكتوب، عمله مكتوب، شقاوته سعادته كل هذا مكتوب، وليس للعبد إلا ما كتب الله له، في هذه الدنيا وفي الآخرة كذلك، فالسعيد يوفق لعمل أهل السعادة، والشقي يوفق لعمل أهل الشقاوة. مثلما سألوا قالوا: يا رسول الله: إذا كانت مقاعدنا معلومة من الجنة والنار ففيما العمل؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم تلا قوله -سبحانه-: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[الليل: 5- 10]، فالإنسان على ما كتب الله له ييسر،كتب سعيداً يسره الله لعمل أهل السعادة، وإن كتب شقياً يسره الله لعمل أهل الشقاوة، أعطاه الله العقل، أعطاه البصيرة، أعطاه السمع والبصر، وكل ميسر لما خلق له، كما قال الله -جل وعلا-: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[النحل: 78]، فهم قد أعطوا الآلات: السمع، والبصر، والعقل، وأرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، فمن سبقت له السعادة يسر الله له القبول إلى العمل الطيب، وسار في طريق السعادة، ومن كان شقياً سار في طريق الشقاوة، نسأل الله العفو والعافية ..من موقع الامام ابن باز ..
......

ومن المعروف بأن جنس الجنين يتحدد بعد استقرار النطفة في رحم الانثى ب 45 ليلة ..كما هو مذكور في الاحاديث النبوية الشريفة ..



190495 – يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ، أو خمسة وأربعين ليلة . فيقول : يا رب ! أشقي أو سعيد ؟ فيكتبان . فيقول : أي رب ! أذكر أو أنثى ؟ فيكتبان . ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه . ثم تطوى الصحف . فلا يزاد فيها ولا ينقص
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 2644
خلاصة الدرجة: صحيح

175982 – سمعت رسول الله صلعم بأذني هاتين ، يقول ” إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة . ثم يتصور عليها الملك ” . قال زهير : حسبته قال الذي يخلقها ” فيقول : يا رب ! أذكر أم أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى . ثم يقول : يا رب ! أسوي أو غير سوي ؟ فيجعله الله سويا أو غير سوي . ثم يقول : يا رب ! ما رزقه ؟ ما أجله ؟ ما خلقه ؟ ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا ” . وفي رواية : ” أن ملكا موكلا بالرحم . إذا أراد الله أن يخلق شيئا بإذن الله ، لبضع وأربعين ليلة ”
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 2645
خلاصة الدرجة: صحيح

75492 – إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ، ثم يتسور عليها الملك الذي يخلقها ، فيقول : يا رب أذكر أو أنثى ؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى ، ثم يقول : يا رب أسوي أو غير سوي فيجعله الله سويا أو غير سوي ثم يقول : يا رب ما رزقه ؟ ما أجله ؟ وما خلقه ؟ ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1984
خلاصة الدرجة: صحيح

88850 – يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة ، فيقول : يا رب ! ماذا ؟ أشقي أم سعيد ؟ أذكر أم أنثى ؟ فيقول الله ، فيكتبان ، ويكتب عمله ، وأثره ، ومصيبته ، ورزقه ، وأجله ، ثم تطوى الصحيفة ، فلا يزاد على ما فيها ولا ينقص
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 8075
خلاصة الدرجة: صحيح

كل هذه الأحاديث الصحيحة تذكر بأن النطفة تظل بالرحم 40 ليلة ! و من ثم يتم بعدها تحديد جنس الجنين !
......
لذلك فقد تبين لي  من خلال الاحاديث السابقة بأن معنى شقي او سعيد ، يقصد بهما ، أذكرا ام أنثى ..

غير اننا تعودنا ان نفهم بأن الشقاوة والسعادة يمكن ان يتحلى بهما الذكر والانثى من بني آدم ..
 والأشقياء يُيسّرون لعمل أهل الشقاوة ، والسعداء يُيسّرون لعمل أهل السعادة ، وكلٌّ مُيسّر لما خُلق له ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . والأشقياء هم أهل النار الخالدين فيها . قال سبحانه : ( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) ومن كانت الجنة مآله فليس بشقيّ وإن طُهّر في النار . والله تعالى أعلى وأعلم .












:)