الأحد، 16 يوليو 2017

ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة ...


قال الله تعالى : ( ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم واتيناه من الكنوز  ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة )..أية رقم76  من سورة  القصص.

التفسير المعروف والشائع لهذه الاية هو ..بان مفاتيح اقفال الخزائن التى كان  يحتفظ بها قارون  كنوزه  وامواله  ، عديدة وثقيلة لدرجة انها يصعب حملها على  عصبة من الرجال الاقوياء ..

.فا نا اقول  ،بأن مفاتيح قارون التى كان يتحصل بها على كنوزه الكثيرة ، انما يقصد بها ،  المعارف والقوانين  والمعادلات الرياضية والكيميائية ..الخ  التي كان يستخدمها للحصول على امواله وكنوزه ، والتى كانت محفوظة ومنسوخة في كتب ومخطوطات وسجلات عديدة .

الله عنده مفاتح الغيب ...أي المعرفة والمقدرة ...الخ
ومفاتيح قارون، معارفه ومداركه واسراره المختلفة والعديدة  ، لابد ان تكون مكتوبة ومسجلة ومحفوظة في سجلات ومخطوطات ، على مواد اولية بدائية مثل  جلود الحيوانات ، و الواح من الخشب ومن الطين ..الخ ، ومن كثرة تلك السجلات ، فان ثقلها ، يصعب على حملها عصبة من الرجال الاقوياء..هكذا  بدا لي المعنى ..

وقول قارون ..انما أوتيته على علم عندي ...يؤكد صدق وصحة ما اقوله
أي ان كنوزه وامواله وممتلكاته العظيمة والغالية والكثيرة ، كان يتحصل عليها بواسطة معارف وعلوم كانت متوفرة وموجوده لدى قارون .

ويبدو لي بأن قارون لم تنشق الارض وتبتلعه ، كما بدا لنا وفهمنا الاية من اول وهلة ..فخسفنا به وبداره الارض ..
وانما افقره الله وأذله  وجعله معدم لدرجة انه كان لا يجد قيمة قوت يومه ، فاصبح فقيرا جدا بعد ان كان غني جدا ، تحت سمع وبصر الناس الذين كانوا يتمنوا ان يكونوا اغنياء  ومحظوظين مثله ، وكان أية وعبرة مشاهدة ومحسوسة لدى الناس الذين عاشوا في زمانه ..
انظر معانى ..خسفه ، أذله ، خسف بدنه أي هزل ،خسف الرجل أي جاع ،خسف أي أذاقه الذل والهوان ...
فلو ان قارون انشقت به الارض فجئة  وابتلعته هو وكنوزه ، امام سمع وبصر الناس الذين عاشوا في زمانه ، فان موته والانتقام منه بتلك الطريقة ، غير مجدية وليست ذات تأثير قوي  اوعبرة لغيره من الناس ، كما لو افقره الله وأذاقه الذل والهوان في حياته الدنيا ، امام سمع وبصر الناس ..
والله على كل شيء قدير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق