الاثنين، 1 أكتوبر 2018

أما احدكما فيسقي ربه خمرا ..



قال الله تعالى على لسان يوسف :
..  يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتاكل الطير من راسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان ..

بعد ان عرضا عليه الفتيان حلمهما ...
... ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق راسي خبزا تاكل الطير منه نبئنا بتاويله انا نراك من المحسنين ..

تعالوا نتأمل قول يوسف ..اما احدكما فيسقي ربه خمرا .
..وحلم الفتى هكذا ..إني أراني اعصر خمرا ..
فقد اخبرهما يوسف ، بان واحد منهما سوف يخرج من السجن  ويعمل ويخدم ويسقي  سيده شراب الخمر  بعد تجهيزه واعداده وصناعته  ...
فادرك وعلم صاحب الحلم مصيره وتفسير حلمه ..

ثم قال يوسف : واما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ..

أي ان الفتى الاخر سوف يحكم عليه بالموت صلبا ، وتترك جثته معرضة للطيور تأكل وتنهش وتتغذاء  من رأسه  الذي في جسده ..
فادرك صاحب الحلم تفسير حلمه ومصيره  في الايام المقبلة من حياته ..

هكذا تبدوا لنا تفسيرات يوسف للحلمين ..
فهل حقا ويقينا  قصد يوسف ذلك بكلامه  ؟! أم هناك تورية وإنزياح في اقواله ؟!

هل يعقل او يستقيم ان يخبرهما يوسف  النبي صراحة ومباشرة بأن واحد منهما سوف يقتل ويصلب وتأكل الطيور من رأسه ؟!
كيف جاز ليوسف ان يصدم ويرهب ويخيف ويخبر الفتى بمصيره المشؤم ، بشكل صريح وبوضوح ، دون ان يلجاء او يستخدم بعض التوريات والكنايات لتخفيف تأثير الصدمة والمصيبة  على الفتى .
الم يقل  الله  والناس عن يوسف بأنه من المحسنين ، في افعاله واقواله وخلقته ؟!

وهل من اخلاق الانبياء او مفسري الاحلام ان يفسروا الاحلام ويخبروا الناس بتلك الطريقة ؟!

معاذ الله ان يتصرف النبي يوسف بتلك الطريقة !

اليكم تحليلي وقرأتي لاقوال النبي يوسف عن تفسير الحالمين ..

لقد ادرك يوسف بأن الفتى الاول ، من خلال حلمه بانه شخص مدمن ومعاقر كثيرا لتناول وشرب الخمر في حياته ، وعندما دخل السجن افتقد وحرم عليه تناول الخمر ، فسيطرت  تلك الرغبات على مشاعره  و احاسيسه  فظهرت في احلامه ..
فكان يرى في احلامه بانه يخزن ويحتفظ بالخمور او لنقل يعد ويصنع الخمور من فواكه متنوعة ..كما هو معروف وشائع  ..

فما كان من يوسف الا ان يخبره بانه سكير ومدمن شرب الخمور ، ولكن بطريق مهذبة ولطيفة وحسنة ..فقال له ..فيسقي ربه خمرا ..
وهو يقصد بقوله هكذا ..فاسق (فيسقي ) كل همه وطموحه وتفكيره كيف يتحصل ويتناول الخمر (دينه وحياته وربه الخمر)
بعبارة مختصرة ..فاسق ربه الخمر ..

وأما تحليلي لتفسير يوسف لحلم الفتى الأخر ، فهذا مايقصده يوسف باقوله ...
..وأما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ..
أي .في صلب ، فتى حتى الطيور تتغذاء وتستفيد من زعامته  ورئاسته على الاخرين  (رأسه ، أي رئاسته على الناس ، صار رئيسهم وزعيمهم وسيدهم   ) ..
والفيء..هو ما يؤخذ ويكتسب  من غنائم بدون قتال  ..
بعبارة مختصرة ..فيء صلب  تأكل الطيور من رئاسته ..

وهذه القرآة او الطريقة واحدة من اساليب البيان والفصاحة والبلاغة  المستخدمة لدى الادباء والشعراء والمبدعين ، وتسمى ..الإنزياح في اللغة ..

http://www.alukah.net/literature_language/0/124915/

http://alrakrak.ba7r.org/t3996-topic

ومن امثلة الانزياح في اللغة ..
طرقت الباب حتى كلمتني  ..فلما كلمتني  كلمتني
فقلت يااسماعيل صبري    فقالت يااسماعيل صبرا

فالشاعر هكذا يقصد في أبياته ..
طرقت الباب حتى كلا متني    فلما كلا متني  كلمتني
فقلت يا أسماء  عيل صبري    فقالت يا اسماعيل صبرا .

وبهذه المفاهيم الجديدة لاقوال النبي يوسف عن الحلمين ، يتبين لنا بان الشخص الناجي هو صاحب حلم الطير التي تأكل من راسه ، وليس الذي حلم بانه يعصر خمرا ..
فاغلب مدمنى ومعاقري الخمر تتخرب وتنهار اكبادهم ، فيهلكوا ..






















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق