الأحد، 16 ديسمبر 2018

فرعون وجنوده هل ماتوا غرقا ؟



كما هو معروف لنا جميعا ، بأن الملك فرعون و قومه كانوا يسكنوا الارض اليابسة منذ زمن طويل ...
وقد ذكر  الله اوصافهم الضخمة والهائلة  وتصرفاتهم الجبارة والظالمة  في كتابه العزيز ، ومحاولة النبي موسى لهدايتهم وتقويم سلوكهم ، هذه بعض من اوصافهم وتصرفاتهم المشينة ...

فرعون علا في الارض .
استكبروا وكانوا قوما مجرمين ..
فرعون لعال في الارض  وانه لمن المسرفين ..في كل تصرفاته ( في التغذية والشرب والنكاح و الصوت والحركة والتعدي والقتال و....
فرعون انه طغى ..
 فرعون وملئه استكبروا وكانوا قوما عالين .
فرعون وقومه كانوا فاسقين ..
ثم انتقم الله منهم وعاقبهم على ذنوبهم ...

فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ..
فاغرقناهم اجمعين ..
فاغرقناه ومن معه جميعا ..
حتى اذا ادركه الغرق قال أمنت انه لا إله الا الذي أمنت به بنو اسرائيل ...
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية وان كثيرا من الناس عن أياتنا لغافلون ..
وحاق بآل فرعون سؤ العذاب ، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ...
فجعلناهم سلفا ومثلا للأخرين ..

ومعنى جملة  ، نبذناهم في اليم ...أي طرحناهم والقيناهم في مياه البحر ، او النهر ، ولا تحتمل معنى موتهم اوهلاكهم او اخراج الانفس او الروح من الاجسام ..كما ذكرت المعاجم اللغوية ..

والأيات القرآنية تدل وتخبرنا بان الله قد أغرق فرعون الملك مع جنوده ..فاغرقناه ومن معه أجمعين ..ولو لم يذكر الله هذه الكلمة واكتفى بذكر كلمة نبذناهم في اليم ، لاقتنعنا جميعا بأن فرعون وجنوده لم يهلكوا ولم يموتوا في تلك العقوبة ...

وقد تبين لي بان معنى  غرق ، يغرق ..تحتمل ان يغوص الشخص ويتغطى جسمه كاملا بالماء دون ان يختنق ثم يموت ، فأن مات اختناقا يسمى غريق
لنترك هذه الكلمة حاليا ...
تعال نتأمل الاية ..فاليوم ننجيك ببدنك .....

يبدو لي ان الضمير يعود الى الملك فرعون وجنوده جميعا او البعض منهم من قالوا : أمنت انه لا اله الا الذي أمنت به بنو اسرائيل ....
فتلك العبارة لا تبدو انها من قول الملك فرعون لوحده ! وإنما من قول وافواه   فرعون الملك وجنود فرعون او جماعته الذين طاردوا موسى وجماعته ...
فرعون الملك كان يمكنه ان يقول ..أمنت برب موسى وهارون او أمنت برب العالمين ..لانه قد ادرك وعرف معلومات عديدة عن رب العالمين من خلال مناظرته ومجادلته مع موسى وهارون ، عندما قال ..فمن ربكما ياموسى ..وقال ..وما رب العالمين ..
فتلك العبارة تدل على ان القائل لا يعلم كثيرا عن رب العالمين ، وهكذا كان حال جنود وقوم فرعون لا يعلموا كثيرا عن رب العالمين سوى ما يسمعوه عن عبادة بني اسرائيل لرب لهم ، فتذكره عندما كادوا ان يختنقوا ويموتوا غرقا داخل المياه ..
فقالوا في انفسهم طالما ان ربنا فرعون لم ينفعنا ولم يسعفنا ولم ينجينا من الغرق داخل المياه ، فاستعانوا برب بني اسرائيل ...فاستجاب الله لهم
فانجاهم من الاختناق والموت والهلاك ، ليكونوا أية مبصرة وظاهرة  وبرهان وحجة ودليل لبقية البشر فيما بعد زمانهم ...وسوف اذكر لكم اين احفادهم اليوم بعد قليل ..
بغض النظر عن كون الضمير مفرد في كلمات الايات ، فالاسلوب القرآني متعدد ومتنوع ومدهش جدا ، فغير معقول ان نحكمه بقواعد العربية التى اخترعناها نحن البشر !
كذلك من غير المعقول والغير منطقي ان ينجي الله فرعون الملك ، كشخص واحد ، بحيث يكون أية ودليل من الله تعالى للبشر لمن يعيشوا بعده ..
فعثور جثة الملك لوحده من قبل الناس تكاد تكون مستحيلة وصعبة وفكرة بحد ذاتها غير حكيمة ، والعياذ بالله ...بغض النظر عن قدرة الله العظيمة

مع تقديري واحترامي للشعب والحكومة المصرية عما قالوا عن جثة ومومية فرعون موسى المتواجدة في المتحف المصري ...

تعال نتأمل الاية ..وحاق بآل فرعون سؤ العذاب ، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ...
لنقل بأن آل فرعون هم فرعون وعشيرته وجنوده او حتى بدون جنوده ...
فهناك عذاب ومشقة ومعانة يلقونها في حياتهم  ، صباحا ومساء ، من كل يوم تمر عليهم ، كيفما كانت حياتهم  واينما كانت ..
فذلك العذاب والمشقة لا اعتقد انه يمس انفسهم او ارواحهم كما قال بعض المفسريين  وانما يمس اجسادهم المادية الطينية ..

اريد ان ابين لك بأن فرعون الملك وعشيرته أي آل فرعون ( وربما مع جنوده ) ، لم يهلكم الله ولم يغرقهم في مياه النهر او البحر ، كما يبدو لنا ....
وانما انجاهم الله من الغرق  اختناقا ، وتركهم يعيشوا ويرزقوا ياكلوا ويشربوا ويتزاوجوا ويتناسلوا وهم داخل مياه البحار ..

فمن هم ياترى احفاد  وسلالة فرعون وقومه الموجودين والعائشين ، والذين يلاقون العذاب والمشقة والمعانة  حتى يومنا هذا ؟!

افترى القول من عندي واقول بانهم  بعض من جنس الحيتان البحرية !!

والتى تحاول منذ فترات عديدة وعدة محاولات يائسة وبائسة منهم الى الجنوح والخروج من داخل البحار ومحاولة التفاهم او العيش مع البشر على الارض اليابسة ، فهم يخرجوا من داخل المياة في كل يوم بل في كل كم ساعة الى سطح المياه للتزود بالهواء من اجل التنفس عن طريق الرئتين ، وتلك هي النار او العذاب الذي يعانوه غدوا وعشيا في الحياة الدنيا ..
ويبدو ان خروج وجنوح بعض حيتان البحار الى اليابسة هي تفسير  قول الله.
.فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية ..

فلا شك انكم تدرك بأن الحيتان تكاد تكون مثل حيوانات اليابسة ولكنها تعيش داخل مياه البحار ...ويمكنكم الرجوع مرة أخرى وتقرا عن ملحمة وتطور الحيتان ..
فاجسام الحيتان عضيمة جدا وضخمة جدا ومقدار اكلها وشربها واصواتها وجماعها وتناسلها وافتراسها وتحركاتها اشد واعظم واقوى من بقية كل كائنات البحار ...مثلها مثل  اسلافها فرعون وقومه الذين كانوا في دهر ما يعيشون فوق ظهر الارض اليابسة والذين كانوا يعثوا في الارض فسادا ...

قال الله عن فرعون وقومه ..فجعلناهم سلفا ومثلا للأخرين ..
فعندما كنت ابحث واقرأ عن الحيتان وتاريخ حياتهم ، ظهر لي بأن هناك نوع من الحيتان اسمه ...السلف ، حتى باللغة الانجليزية.

ولا اعتقد وغير معقول  بأن النبي موسى وقوم فرعون عاشوا وظهروا في الارض منذ زمن طويل بنفس فترة ظهور وحياة الحيتان الاصلية ، البحرية  ، وانما اغلب الظن ان الله عاقب فرعون وقومه فنبذهم في مياه البحار ، ومكنهم من العيش والحياة داخل مياه البحار ..وجعل حياتهم مثل حياة الحيتان الاصلية

ولا اريد ان اربط قصة حياة اسلاف الحيتان مع وادي الحيتان
.............

وهذا منشور يتحدث عن حقيقة غرق فرعون من عدمه ..بقلم شخص مثقف..
((فرعون ليس من اهل النار  ولم يمت غرقا ))

الكلام يبدو انتحار عقلي اليس كذلك لأنه يتعارض مع التاريخ ومع ما فُهم من النصوص القرآنية ، لكني في حقيقة الامر لم اعارض نصوص القران قيد انملة .
بداية هذا التدبر وللامانة ليس من عندي لكن اغلب ما ستقرأونه هو استخلاص لما فهمته حتى وان لم اجد له مصدر غير فهمي للنص  ، لكني مقتنع به تماما ، غير أني استطعت ان استخلص عبرة لم يتطرق اليها صاحب التدبر بصورة مباشرة ، ومن اسباب اقتناعي بهذا التفسير الجديد ، هو انني دائما ما كنت اسأل نفسي ، لماذا كل هذا التكرار لقصة فرعون وموسى ما الغاية منه ولماذا تختلف الآيات في تفاصيل سرد القصة ، اقصد التفاصيل الدقيقة جدا ، فرعون وموسى ذكروا في القران اكثر حتى من ذكر نبيكم فيه ، لماذا كل هذا التكرار ؟  وايضا من الاسباب هو ملاحظتي للآيات التي تعرض قصة فرعون في الآخرة دون المرور بمصير فرعون نفسه ، حتى وجدت بالصدفة من يرتب كل افكاري ويعطيني الصورة الحقيقية عن بعض مفاهيم القصة ، فأنا لا زلت ارى ان في القصة هناك المزيد من المستجدات التي لم ننتبه لها بعد ، عموما ساخوض في الموضوع على عجالة… ..
في النص القرآني « فاليوم #ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا #لغافلون » هنا لو ركزنا جيدا في مفردات هذه الآية سنجد تماما ما يخالف المعتقد السائد ، اولا:  الله لم يقل ننجي بدنك انما قال ننجيك (انت) ببدنك  الكاف هنا هي لذات فرعون الواعي للنفس ذاتها يخاطبه الله وكأنه بدون جسد (بدن) ويقول له سننجيك انت وجسدك ، معنى هذا انه لم يغرق وبالتالي لم يمت بل نجى ، وسيرد على اسئلتكم القادمة هذا السؤال ، الا وهو  اين الآية في
فرعون لو أن الذي حدث هو فقط نجاة بدنه دون ذاته الانسانية ، هل عندما تكون هناك جثة ملقاة على شاطئ البحر جرفتها الامواج من تحت المياه آية ؟ لو ان فرعون فعلا مات بفعل الغرق ثم القيت جثته على اليابس هل في ذلك عبرة حقيقية تستحق الذكر في القرآن ؟ ، انا شخصيا لا ارى أية عبرة وعقليتي تبحث عن الشيء الذي يستحق الذكر والتدوين لأجله وليس للمتعة فقط ، اذا اين العبرة ؟ العبرة الحقيقة هي تجربة حياة ثانية بنفس الادوات الدنيوية ولكن بعكس ما كنت تعيش ، كم عاش فرعون في حياته وهو يدعي الربوبية والالوهية وصاحب سلطان وقوة ورغد ، عليه اذا ان يعيش العكس تماما ، عبدا فقيرا ذليلا يعترف بوجود من هو اسلط منه واقوى منه وما هو الا مجرد مخلوق من مخلوقات هذا الرب وما هو الا عبد لهذا الإله ، سيقول البعض واين حدث هذا تاريخيا واين تفاصيل هذا الكلام قرآنيا ؟ اما بالنسبة للتاريخ فلا يحتاج هذا مني رد لاني لا اقدس شيئا من التاريخ فأغلبه مزور وشيء اخر التاريخ يكتب ما يشهد فقط ، اما فرعون فقد قال الله انه من الايات التي غفل عنها اغلب البشرية ، فمن اين سيأتي التاريخ بهذه القصة ، اما قرآنيا ، فالقران اكتفى بسرد قصة جبروته وطغيانه وطغيان آله وملأه وانتهى ذكر الفراعنة بحادثة الغرق تلك واسدلت القصة ستارها بانتهاء هذا الفيلم العظيم من تاريخ البشرية غير متطرقة لتفاصيل ابطالها بعد اكمال الفيلم ، وهذا شيء مألوف حتّى الافلام السينمائية هكذا نجدها ،
سؤال  اخر لماذا انقذ الله فرعون ؟ مع الاخذ بالحسبان انه سيكون آية.
لان الله عادل ولا يلحق الضرر بمن يريد الخلاص فعليا ويطلبه من وجدانه ، فرعون عندما اسلم لم يكن من الخوف ، انما ادرك انه تحت قدرة خالق عظيم وان الذي يدعوا اليه موسى هو الحق بعينه ، فرعون لم يخف من ثعبان موسى كان من السهل ان يبتلع هذا الثعبان فرعون بطرفة عين ولم يخف من الدماء ولا من القمل…… الخ ، ولكن ساعة الغرق استطاع التخلص من غروره وجبروته وتعنته فقال ( #آمنت انه #لا_اله_الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من #المسلمين ) ، فرعون اطمأن وايقن بهذا الاله فهو لم يقل صدقت انما قال آمنت ،وعندما قال لا اله ، هنا نفى الالوهية عن نفسه وعن غيره ، واطلقها لله وحده رب بني اسرائيل ، وانتهى بالتسليم له ، لكن منطقيا يا جماعة لا يعقل ان يدخل رجل الجنة لايمانه بالله فقط دون عمل صالح فحياته التي مضاها سابقا كلها اجرام وافساد( آلآن وقد عصيتَ قبلُ وكنت من المفسدين ) ، فما الحل ؟ (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) فبالتالي يجب ان تعيش حياةً تكفر عنك ما عملت في الدنيا قبل الاخرة ، وبهذا ستكون المعادلة متوازنة ، من يجرم يجب ان يحسن بقدر اجرامه لكي يكفر عن اجرامه فقط ولا يعتبر محسن في شيء لكي يكون محسن عليه بالمزيد من العمل ، فالله اعلم كيف عاش فرعون واين وكيف استطاع التكفير عن ذنوبه ، فحسابه تم دنيويا ( فأخذه الله نكال الاخرة والاولى ) جائت الاخرة قبل الاولى لتأكيد هذا المعنى ،
اذا اين الطامة الكبرى ؟
هي في ملأه وآله الذين كانو يصفقون له في الصغيرة والكبيرة ، الذي يصنع الطواغيت هم الحواشي وكبراء القوم والا فالطواغيت هم بشر لا يختلفون عن سواهم بشيء  والطاغية لن تستغرب ان وجدته يريد اصلاح نفسه اما الحواشي فهي كالقطيع تتبع دونما دراية وفهم (( فاتبعوا امر فرفون وما امر فرعون برشيد )) بل واحيانا يخططون لزيادة طغيان الطاغية فهم المستفيد الاول وكثيرا ما نسمع ان احد قادة الحزب الفلاني تم اغتياله من قبل حاشيته ، والسبب هو انه اراد اصلاح نفسه او سار بعكس هواهم لكن هم لا يريدون ذلك ، بعجالة وباختصار كل العذاب المعد يوم القيامة هو لآل فرعون وليس لفرعون ، هو سلم منها وهم من وقعوا بها ، (( يقدم قومه يوم القيامة #فأوردهم النار. بئس الورد المورود ))
نعم سيقدم قومه وسيوردهم جهنم  لكن هم من وردوها وهو الذي اوردهم لكنه ليس واردا معهم فلفظ الاية دقيق جدا… ..

وهذا تعديل اخير للمنشور  ردا علي الذين يقولون ان الذي يحضره الموت لا ينفعه ايمانه
الاية تقول ((حتى اذا #ادركه الغرق )) هو لم يغرق انما كان على وشك الغرق  ، الذي يغرق بهذه الطريقة المفزعة  لن تسنح له الفرصة للكلام اصلا

للحديث بقية ، بعون الله تعالى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق