تدبر وتحليل جديد لاية من القرأن.
1)﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾
،
• طفق بالشيء طفوقًا: أدام فعله ليلًا ونهارًا ،اي بدا واستمرا يغطيا عورتيهما باوراق كل يوم طوال حياتهما، فلفظة ،طفق هو اللفظ الوحيد المناسب الذي يعبر عن فعل شئ باستمرار طوال حياة الفاعل.
2-فطفق مسحا بالسوق والاعناق.
-بدأ واستمر سليمان كل يوم يمسح جياد جديدة بالسوق والاعناق ،اي طفق يمسح بالسوق والاعناق ،وكأنه يعاقب نفسه ويعاقب الجياد.
الجوهر الحقيقي للفظة "طَفِقَ"، وهو مرتبط بفكرة الاستمرار والمداومة على الفعل، لا مجرد البدء فيه.
المعنى الأصلي الجذري للفظ "طَفِقَ"
في المعاجم القديمة مثل "لسان العرب" و"الصحاح":
"طَفِقَ يَفْعَلُ الشيءَ": أي شرع فيه واستمر عليه، وتُستخدم فقط إذا اقترن بها فعل آخر.
لا يُقال "طفق فقط" بل "طفق يفعل"، وهذا يدل أن الفعل التابع هو الأساس، و"طفق" يصف حالته الزمنية والوجدانية:
الدوام – الاستمرار – الانشغال به بلا انقطاع.
في حالة آدم وحواء
﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا﴾
لا تعني فقط أنهما بدأا بستر العورة، بل أنهما استمرا كل يوم في محاولات مستمرة ومتوترة لتغطية ما بدا منهما.
وهنا يمكن فهم أن هذا الفعل استمر لفترة زمنية، وربما لازمهما الشعور بالحياء طول حياتهما، خصوصًا أن الشعور بالانكشاف لا يزول بسهولة.
في حالة سليمان
﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾
المعنى الأقرب: أنه شرع في فعل مستمر ومتكرر لمسح السيقان والأعناق، سواء بالسيف (قطع) أو باليد (استحسان)، أي أنه لم يكن فعلاً لحظيًا بل دام وتكرر كل يوم ،وكأنه كان يعاقب نفسه ويعاقب جياد جديدة.
يُحتمل أنه عَبَّر عن ندمه أو شكره أو انفعاله الداخلي بالفعل المتكرر المستمر، لا الضربة الواحدة.
لماذا "طَفِقَ" بالذات؟
لأنها:
تدل على البدء والاستمرار معًا.
تعبّر عن حالة وجدانية (خجل، ندم، شكر، غضب،عقاب ...).
تُستعمل فقط مع فعل مضارع تابع يدل على الفعل الذي استُمرّ فيه.
وهذا ما يجعلها تختلف عن:
"جعل": قد تشير إلى التغيير والتحول.
"أخذ": قد تعني البدء فقط.
"أنشأ": تشير إلى الإيجاد أو الابتداء.
ظل ،وبات ،وامس واصبح ،يعملن لفترة زمنية محدودة.
آدم وحواء استمرا في ستر عورتهما بأوراق الجنة طَوال حياتهما أو بشكل دائم بعد ان انكشافا لهما، هو استنتاج لغوي واقعي عميق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق