الجمعة، 30 ديسمبر 2016

ابن السبيل من هو ؟



حديثنا اليوم بفضل الله وعونه عن تركيبة لم يعد يلتفت إليها أحد من المسلمين لظنهم أن ما يقال فيها قد قيل, وهي تركيبة "ابن السبيل"
وذلك لاعتقادهم أن "ابن السبيل" هو المسافر المنقطع عن بلده, والذي يريد العودة إلى بلده ولا يجد ما يتبلغ به!

وحتى نحكم على هذا القول بالصحة أو الخطأ ننظر في كتاب الله لنبصر, هو وافقوه فيما قال أم خالفوه!
الناظر في كتاب الله تعالى يجد أن هذه التركيبة "ابن السبيل" قد وردت فيه ثمان مرات, وهذه هي المواطن التي وردت فيها:

"لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِوَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ... [البقرة : 177]
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ [البقرة : 215]
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء : 36]
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنفال : 41]
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 60]
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً [الإسراء : 26]
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الروم : 38]
مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر : 7]

أول ما يلحظه الناظر في هذه الآيات أن "ابن السبيل" أتى مرتبطا ب "المسكين أو المساكين", فلم تأت آية فيها "ابن السبيل" ليس فيها "المسكين أو المساكين".
وكذلك "ذوي القربى" في كل الآيات إلا في آية الصدقات!
بعد ذلك نلاحظ أن الله تعالى أفرده دوما, فهو يقول في كل القرآن "ابن السبيل", ولم يقل في أي مرة "أبناء السبيل", بخلاف باقي الأفراد الذين يُذكرون معه, فلقد قال "المسكين والمساكين, ذي القربي وذوي القربى والأقربين, اليتيم واليتامى, الفقير والفقراء, السائل والسائلين.
وعندما تكلم عن الجار ذكره مفردا ولكنه عدد أنواعه, فتكلم عن الجار ذي القربى والجار الجنب!

وهنا يجب علينا أن نتساءل:
لماذا أفرد الله "ابن السبيل" في كل القرآن؟!
انتبه بعض المفسرين إلى ذلك, فقالوا إن هذا راجع إلى قلتهم بالمقارنة بالآخرين, فهم ليسوا مثل الفقراء والمساكين!
ولكن يعيب على هذا القول أنهم مثل أو أقل من المؤلفة قلوبهم, وكذلك فإن الغارمين ليسوا من الكثرة بمكان!

كما يجب علينا أن نتساءل:
كيف يكون المسافر الذي فقد ماله ولا يقدر على العودة "ابنا" ل "السبيل"؟!
لقد فسر! العلماء "السبيل" بأنه الطريق ، المعنى المعجمي الشائع  الذي يسير فيه الناس! فهل إذا فقد الإنسان ماله بحيث لا يستطيع العودة أصبح ابنا للسبيل؟!

ماذا لو قلنا أن المراد من ابن السبيل هو اللقيط,  أو من نسميهم "أبناء الشوارع" اليس هذا القول أقرب الى الصواب, فهؤلاء أُلقوا في الشوارع  منذ بداية حياتهم وتركوا فيه, وتربوا وعاشوا بعيدين عن ذويهم وأهاليهم ..
وهؤلاء لا يُعلم لهم أهل ولا نسب, فلو قلنا أنهم أبناء الشوارع لما كان في قولنا هذا بعدا ولا اغترابا!
الم يتركوا من قبل أهاليهم في الطرقات وبجانب ابواب المنازل والجوامع !

ثم الا تروا معي بأن اللقيط ، وبالذات عندما يكون رضيع وطفل ، الا يستحق المساعدة له  ولمن يهتم به حتى يكبر ويصبح قادر من الاعتماد على نفسه

ثم ألا يُعد "المسافر المنقطع" الذي ضاع منه ماله سائلا، ومحتاجا، والله عزوجل ذكر السائل بجوار ابن السبيل, فقال:
ليْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ........ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ... [البقرة : 177]
وعامة السائلين يتحججون بهذه الحجة, أنهم على سفر وضاع منهم مالهم! فذكر "السائلين" بعد "ابن السبيل" دليل على أن ابن السبيل لا يكون سائلا! وعلى قولهم فهو سائل لا محالة, لأن الناس لن تعرف بحالته إلا إذا سألهم!
كما يجب ملاحظة أن الله عز وجل لم يجعله ممن يأخذون الصدقات ب: اللام, وإنما ب: في!
لاحظ أن الرب الحكيم قسم المستحقين للصدقة إلى قسمين, كل قسم من أربعة:
فجعل أربعة أصناف تأخذ الصدقات باللام, وهم: "الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم"
فهؤلاء الأصناف الأربعة يأخذون الصدقة بأنفسهم لأنفسهم وينتفعون بها!
أما الأربعة الأخرون فجعل الله الصدقة فيهم, وهم: "الرقاب والغارمون وسبيل الله وابن السبيل"
فهؤلاء لا يأخذون المال وإنما يُجعل فيهم, فتحرر به الرقاب وتُرفع غرامة الغارمين فلا يُحبسون مثلا, وتوضع في سبيل الله.
وكما رأينا في هذه الأصناف الثلاثة فمن المفترض أن يكون "ابن السبيل" كذلك ممن توضع فيهم الصدقة ، أي تعطى الى من يهتم بهم !
وعلى قولهم أنه المسافر فهو من الصنف الأول وليس الثاني!

كما يلاحظ الناظر في القرآن أن "ابن السبيل" يأتي في المركز الثالث في الأهمية في الإنفاق بعد المسكين وذوي القربى, فلقد ذُكر أكثر من الفقراء! ووجدنا الأصناف تتغير في الآيات التي ذُكر فيها ولم يثبت إلا هو والمساكين, وزاد عنه "المساكين" في آيات أخرى!
وهنا يحق لنا أن نتساءل:
هل للمسافر الذي فقد ماله, ويمر بالصدفة في مدينة ما, هذه الأهمية الكبرى في المجتمع؟! ناهيك عن أنه قد يهلك وهو في الصحراء قبل أن يصل إلى أي مدينة عامرة!!!

بعد هذه التساؤلات والملاحظات أول ما يجب علينا فعله لتحديد المراد من "ابن السبيل" هو تحديد مدلول: السبيل؟
المشهور أن المراد من السبيل هو الطريق! ولكن الناظر في القرآن يجد أنه يستعمله استعمالات عديدة بعضها  لا يمكن أن يتناسب مع الطريق بحال !

..كثيرا من الفقرات أخذت من موقع ..أمر الله ....

ولقد استغربت وتحيرت كثيرا ، كيف اتفق الصحابة  والمفسرين على ذلك التفسير  لمعنى ابن السبيل ؟!
وهم اكثر دراية ومعرفة باللغة العربية والبيان والمجاز والكناية ، ومعرفة اساليب القرآن المختلفة ...
حتى ادركت السبب الجوهري الذي جعلهم يحددوا ويقولوا بذلك التفسير

سوف اقول لكم بذلك عندما يسألني احدا منكم !













هناك تعليق واحد:

  1. https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=311735033723420&id=100046607787136

    ردحذف