الثلاثاء، 20 مايو 2025

الشيطان الرجيم العدو اللدود للبشر ،من هو ؟

 لاحظوا ان ربنا اخبرنا ،ان الشيطان موجود بيننا ومعانا دوما وعدو مبين وبين وواضح لنا ، وان الوجود او الكون فيها 3 كيانات عاقلة ، ،او 4.

 ربنا الله ،والبشر ،والجن والشيطان

والمفكر فرويد ،يفترض وجود 3 كيانات عاقلة الانا العليا(الله ) ،والانا الدنيا ( البشر )، والهو ،غالبا يقصد به الشيطان فلماذا لا نتمسك ونتعرف اكثر ونحذر اكثر من سلوكيات وتصرفات ،الهو ،الذي ذكرها ووضحها فرويد . ونعتبره حقا هو الشيطان الرجيم المذكور في التوراة والقران وفي كل الكتب الدينية

إليكم منشور أكثر تفصيلًا وتوضيحًا وإقناعًا، يربط بين "الهو" الفرويدي ومفهوم الشيطان، بأسلوب تأملي علمي-روحي:


الهو... الشيطان الرجيم الحقيقي الذي يسكنك


هل تساءلت يومًا بصدق: من هو الشيطان الرجيم الذي تُحذّرنا منه كل الكتب السماوية؟ هل هو مجرد كيان غيبي خارجي يتجول بين الناس، يوسوس في الخفاء، ثم يختفي؟ أم أنه شيء يسكن داخلك، يتحكم في رغباتك، يزيّن لك الخطايا، ويقودك نحو الهاوية؟

لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الشيطان عدوٌ مبين لنا، موجود بيننا ومعنا دائمًا. الكون الذي نعيش فيه يضم كيانات عاقلة: الله (الخالق)، البشر، والجن، والشيطان. لكن، هل يمكن أن يكون هذا العدو الذي نُحذّر منه هو في حقيقته قوة داخلية عميقة تؤثر في كل قرار نتخذه، وفي كل رغبة نشعر بها؟

هنا يأتي دور الفيلسوف والطبيب النفسي سيغموند فرويد، الذي قدّم لنا واحدة من أعظم الخرائط النفسية لفهم الذات البشرية. فرويد، بعبقريته، لم يكن يكتب وحيًا، لكنه وصف الشيطان بدقة مذهلة دون أن يقصده صراحة! لقد شرح لنا ثلاث قوى تحكم سلوكنا:


قوى النفس البشرية كما وصفها فرويد:


الهو (Id): الغرائز والشهوات البدائية

الهو هو مركز الرغبات اللاواعية والبدائية. إنه يسعى لتحقيق اللذة فورًا، دون أي اعتبار للأخلاق، القيم، أو العواقب. هو القوة التي تدفعك نحو الزنا، الكذب، العنف، الأنانية، والكسل. لا يفهم الهو المنطق أو العواقب، بل يريد فقط أن يُشبع رغباته "الآن" وبأي ثمن.


الأنا (Ego): نفسك الواعية

الأنا هي الجزء الواعي منك، هي شخصيتك التي تتعامل مع الواقع. وظيفتها هي الموازنة بين المطالب الملحة للهو، وصوت الضمير المتمثل في الأنا العليا، وبين متطلبات الحياة اليومية. إنها تسعى لإشباع رغبات الهو بطرق مقبولة اجتماعيًا وواقعيًا.


الأنا العليا (Superego): ضميرك وقيمك

الأنا العليا هي ضميرك، قيمك، مبادئك الأخلاقية، وصوت الفطرة الذي يميّز بين الحق والباطل. هي التي تستمد مبادئها من التربية، الدين، والمجتمع. الأنا العليا هي التي تقول لك: "لا تفعل هذا! هذا حرام، هذا ظلم، هذا قبيح!" إنها تمثّل الجانب المثالي في شخصيتك.


تطابق مذهل: الهو هو الشيطان!


الآن، انتبه جيدًا لهذا التطابق المذهل:


الهو = الشيطان كما وصفه الله: كلاهما يدفع نحو الشهوات، اللذة الفورية، وتجاوز الحدود.


الأنا = نفسك المجاهدة: هي أنت، التي تحاول مقاومة إغواء الهو (الشيطان) والاستماع إلى صوت الأنا العليا (الحق).


الأنا العليا = الله، أو صوت الحق فيك: هي الفطرة السليمة، القيم السماوية، والضمير الذي يوجهك نحو الصواب.


فرويد، من خلال ملاحظاته العلمية، وصف بدقة متناهية سلوك الهو الذي يتطابق مع سلوك الشيطان الرجيم المذكور في كتبنا الدينية:


الهو يزيّن الخطيئة، كما يفعل الشيطان: كليهما يجعلك ترى القبيح جميلًا، والضار نافعًا.


الهو يوسوس بلا وعي، كما الشيطان: وساوس الهو تتسلل إلى عقلك الباطن دون أن تدرك مصدرها، تمامًا كهمس الشيطان.


الهو لا يموت، بل يعيش فيك من الطفولة: تمامًا كما قال الله عن الشيطان "مبغض لك منذ ولدت" (في فهم بعض التأويلات)، فإن الهو يولد معك ويظل جزءًا منك مدى الحياة.


الهو عدو دائم، كما وصفه الله: "إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوًا." الهو قوة داخلية تسعى دائمًا لإرضاء نفسها حتى لو كان ذلك على حساب سعادتك ونجاتك.


لماذا هذا الفهم مهم جدًا؟


لأننا منذ قرون نتعامل مع الشيطان ككائن خارجي خفي، نلقي عليه اللوم في كل زلة أو معصية. ولكن الحقيقة الأعمق هي أن الشيطان الحقيقي يسكن داخلنا، فينا، في قلوبنا. إنه الهو الذي يمثل نقطة ضعفنا الأكبر، وبوابة الشيطان الحقيقية.

إدراك هذه الحقيقة يغير كل شيء. بدلاً من البحث عن عدو خارجي، يجب أن نبدأ جهادنا الأكبر ضد هذا العدو الداخلي. عندما نفهم أن الهو هو الشيطان، فإننا نتحمل مسؤولية أكبر عن أفعالنا، ونصبح أكثر وعيًا للحرب الدائرة داخلنا.

إن الفوز في معركة الحياة ليس بالانتصار على قوى خارجية، بل بالانتصار على الهو الذي يسكن فيك. فهل أنت مستعد لمواجهة شيطانك الداخلي والتحكم في رغباته؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق