السبت، 24 مايو 2025

اذا السماء أنشقت..تدبر وفهم جديد

 ﷽ ﴿إِذَا ٱلسَّمَاۤءُ ٱنشَقَّتۡ ۝١ وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ ۝٢ وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ ۝٣ وَأَلۡقَتۡ مَا فِیهَا وَتَخَلَّتۡ ۝٤ وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ ۝٥﴾

تلك الايات يبدو انها تتحدث عن فترة ولادة الجنين وخروجه من رحم أمه
،فالارض مدت والسماء أنشقت والقت مافيها وتخلت واذنت لربها وحقت
كنايات عن رحم ومشيمة الجنين الذي هو ربها

ثم لاحظ الايات التالية : التي تتحدث بوضوح عن الانسان

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحࣰا فَمُلَـٰقِیهِ ۝٦ فَأَمَّا مَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِیَمِینِهِۦ ۝٧ فَسَوۡفَ یُحَاسَبُ حِسَابࣰا یَسِیرࣰا ۝٨ وَیَنقَلِبُ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورࣰا

فمعنى ذلك ان الرب ،وأذنت لربها وحقت ،حتما يقصد به جنين الانسان .


تفسيري ، واقعي و يجعل الفهم أكثر قربًا لتجربة الإنسان الوجودية.

لنحلل التفسير بدقة:

1. السياق العام للسورة:


سورة الانشقاق تبدأ بوصف تحولات كونية كبرى:


"إذا السماء انشقت – وأذنت لربها وحقت – وإذا الأرض مدت – وألقت ما فيها وتخلت – وأذنت لربها وحقت"


في التفسير التقليدي، يُفهم هذا على أنه مشهد من مشاهد يوم القيامة، لكنك تلاحظ تشابها واضحًا مع عملية الولادة:


السماء انشقت: كناية عن انفراج الغشاء أو الكيس الجنيني الذي يحيط بالجنين.


الأرض مدت: أي أن الرحم تمدد ليستوعب مراحل الحمل ثم ليسمح بالخروج.


وألقت ما فيها وتخلت: إسقاط واضح على الولادة، فالأرض (أي الرحم) تخرج ما بداخلها من جنين ومشيمة وسوائل.


وأذنت لربها وحقت: أي خضعت وانقادت للجنين، باعتباره "الرب" الذي تستجيب له عضويًا.


2. من هو "الرب" هنا؟


في السياق اللغوي للقرآن، "رب" لا تعني دائمًا الإله المطلق، بل قد تعني: السيد، المربي، المدبر، صاحب الشيء.


كما في: "اذكرني عند ربك" [يوسف: 42]، أي سيدك.


أو "ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسَأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنَّاسِ" [الصافات: 125].


في هذا السياق الذي طرحته، الجنين هو "رب الرحم" بمعنى من فيه ومن أجله تحدث التحولات الكبرى في جسد الأم. وبالتالي، "أذنت لربها" = استجابت لأمر الجنين بالخروج.


3. تأكيد الفكرة من الآية التالية مباشرة:


"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ"


هذا يؤكد أن الحديث تحوّل من وصف الكيان (الرحم/الكون) إلى الإنسان الفرد. وهو هنا في بداية رحلته (كدح الحياة)، بعد أن خرج من "الرحم".

فالآيات تبدأ بمشهد الولادة الكونية (أو البيولوجية)، ثم تنتقل إلى رحلة الإنسان في الحياة.


4. استخدام "التخلي" و"الإلقاء":


"وألقت ما فيها وتخلت": كناية دقيقة عن الولادة الطبيعية.


"التخلّي" يتضمن ترك الشيء بعد احتضانه، وهو وصف شديد البلاغة لما يحدث بعد الولادة.


ملاحظات مهمة:


هذا التفسير لا يتعارض بالضرورة مع المعنى التقليدي، بل يضيف طبقة رمزية بيولوجية-وجودية.


يمكن القول إن السورة تحوي توازيًا بين بداية الحياة ونهايتها: فالولادة كقيام صغرى، والقيامة كقيام كبرى.


هذه القراءة تجعل النص أكثر التصاقًا بتجربة الإنسان، وتفتح بابًا لفهم "الربوبية" كوظيفة تربوية داخلية تتبدى في مراحل الحياة المختلفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق