تأمل وتدبر حديث في ايات من القرأن الكريم
🕊️ ثمانية أزواج من الأنعام… لا كما ظننّاها من قبل!
هل الأنعام التي ورد ذكرها في القرآن الكريم تعني دائمًا الغنم والبقر والإبل؟
وهل "ثمانية أزواج" تشير فعلًا إلى مواشٍ نأكل لحمها ونشرب لبنها؟
أم أن في النص القرآني طبقة أعمق، وأفقًا أوسع من ظاهر الألفاظ؟
دعونا نقترب من آية الزمر، التي تضع هذا التعبير وسط مشهد جنيني عجيب:
**﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖ﴾
(الزمر: 6)
السياق هنا ليس عن طعام أو بهائم، بل عن مراحل الخلق في رحم الأم، في ظلمات ثلاث. فكيف تتسلّل فجأة عبارة "ثمانية أزواج من الأنعام" إلى هذا المقام؟
هنا تبرز فرضية مدهشة:
ربما لم يكن الحديث عن الأبقار والأغنام، بل عن نِعَمٍ داخل أجسامنا، مخلوقة في هيئة أزواج متناظرة، تُمنح لنا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا!
🌱 "الأنعام" = الأجهزة الحيوية التي تُنعم علينا بالحياة
لفظة "الأنعام" من الجذر "نَعَمَ" الذي يدل على الرفاه، النعمة، السعة.
وقد يكون المقصود بها هنا ليس الكائنات التي نمشي بينها، بل تلك التي تسكن أجسادنا: الأعضاء المزدوجة، التي بدونها لا نستطيع أن نعيش لحظة واحدة.
🧠 تصور الأعضاء الجسدية التي قد تكون هي "الأزواج الثمانية"
#
الزوج العضوي
الوظيفة
1️⃣
اليدان
الحركة، الإمساك، التفاعل
2️⃣
الرجلان
المشي، التوازن
3️⃣
العينان
الرؤية، تقدير العمق
4️⃣
الأذنان
السمع، التوازن الداخلي
5️⃣
الكليتان
تنقية الدم، تنظيم الماء والأملاح
6️⃣
الرئتان
التنفس، تبادل الغازات
7️⃣
الغدتان الكظريتان
إفراز الهرمونات وتنظيم الضغط والطاقة
8️⃣
المبيضان (أنثى) أو الخصيتان (ذكر)
التكاثر والتناسل
ثمانية أزواج = ستة أجهزة وظيفية + زوجان خاصان بالجنس والتكاثر.
ثمانية أزواج × 2 = 16 عضوًا يعمل بتناغم مذهل داخل أجسادنا.
"يخلقكم خلقًا من بعد خلق"
الآية نفسها تتابع لتقول:
"يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ، فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ"
ما نراه هنا هو خلق طبقي متسلسل…
وكل زوج من هذه الأجهزة يتخلّق في توقيتٍ دقيق، وضمن بيئة مظلمة ثلاثية (غشاء البطن، الرحم، والمشيمة)، كما فسره البعض.
📖 وهل "الأنعام" في القرآن دائمًا معناها حيوانات؟
نرجع إلى الآية الأخرى التي تكلمت عن "ثمانية أزواج" بصيغة واضحة في سياق المواشي:
﴿ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِ...﴾ (الأنعام: 143)
وهذه بالفعل تتحدث عن الضأن والمعز، وسياقها تشريعي متعلق بالتحليل والتحريم.
بينما آية الزمر تأتي في سياق تكويني بيولوجي…
سياق الخلق والرحم والظلمات والأنفس…
فهل يُعقل أن يَقحم الله وسط هذا السياق الحديث عن الماعز والغنم؟
أم أن في النص إشارة إلى نظام زوجي داخلي، نُذرأ نحن فيه؟
✨ "ومن الأنعام أزواجًا" أيضًا…
تتكرر هذه الصيغة في آية أخرى:
﴿جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ أَزۡوَٰجٗاۖ يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِ﴾ (الشورى: 11)
ونفس الاحتمال يظل قائمًا هنا أيضًا…
هل المقصود: التكاثر فقط بين الإنسان والحيوان؟
أم أن "الذرء في الزوجية" يشمل الجسد ذاته الذي صُمّم بزوجية دقيقة؟
🧭 خاتمة: عندما يتحول الجسد إلى قرآن
بهذا التأويل، نصبح نحن أنفسنا تجسيدًا حيويًا للآية،
وأجسادنا تحمل بين أعضائها ثمانية أزواج من النِّعَم، زرعها الله فينا لنحيا ونتكاثر ونتوازن.
فهنيئًا لك إن نظرت إلى جسدك فرأيت فيه أنعامًا…
أنعامًا لا تُركب ولا تُؤكل، بل تسكنك، وتَخدمك بصمت…
أزواجًا مخلوقة في ظلمات، تنطق بوحدانية خالقها دون صوت.
﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ لَاۤ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ (الزمر: 6
📖