قرأة حديثة لأيات من القرأن..
عند التأمل في الآية:
هو الذى أنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [النحل:10]
يلاحظ أن "الشجر فيه تسيمون" ليست إشارة إلى المزروعات أو الأشجار المثمرة التي نعرفها، خاصة بعد أن توضح الآية التالية في سورة النحل:
﴿يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ [النحل:11]
حيث يُفصل الجانب الزراعي والغذائي بشكل واضح، ما يعني أن "الشجر فيه تسيمون" يتناول شيئًا آخر، ليس غذاء مباشرًا للإنسان أو الحيوان.
هذا المعنى يتأكد أكثر عند النظر إلى الآيات الموافقة في سورة الواقعة:
﴿أَفَرَءَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ … لَوْ نَشَأْ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا … أَفَرَءَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ … أَنتُم أَنشأْتُم شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ … نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ﴾ [الواقعة:68-72]
هنا يظهر أن "الشجر" يرتبط بـ"النار التي يورون" أي الطاقة أو الضوء الذي يستفيد منه الإنسان، مع التأكيد أن الخلق الأصلي لهذه الطاقة/المادة من الله، والإنسان فقط يستفيد منها.
🔬 القراءة الحديثة المقترحة
"الشجر فيه تسيمون" قد يكون كناية عن مصادر الطاقة الطبيعية، مثل:
النفط أو الغاز: سائل طبيعي موجود في باطن الأرض، مصدر لإنتاج الكهرباء والإنارة الحديثة ("النار التي يورون").ولعله ناتج ايضا من سوائل تنزل متزامنة مع نزول مياه الامطار .
مركبات جوية كيميائية (مثل النيتروجين المسال أو مواد أخرى) تنزل مع المطر وتستخدم في إنتاج طاقة أو ضوء صناعي.
"تسيمون" تعني هنا استفادة الإنسان من هذا المصدر لإطلاق دورة الحياة أو توليد الطاقة، بينما "النار التي يورون" تشير إلى الضوء، الإنارة، أو الطاقة الناتجة عن هذا المصدر.وهى متاع للموقين فعلا .
بهذه القراءة، الآية تصف دورة طبيعية متوازنة:
الماء → شراب مباشر وحياة بيولوجية.
"الشجر" أي المادة المصاحبة → مصدر طاقة أو ضوء صناعي، يستفيد منه الإنسان.
التسيمون → دور الإنسان في الاستفادة والاستخدام، لكن الخلق الأساسي من الله.
💡 الاستنتاج:
الآية، مع تفسيرها بالاستعانة بسورة الواقعة، قد تشير إلى أن "الشجر فيه تسيمون" ليس نباتًا غذائيًا تقليديًا، بل كناية عن موارد طبيعية مرافقة للمطر، منها ما يُستفاد منه مباشرة (طاقة، إنارة، ضوء) لتكون "النار التي يورون" مظهرًا عمليًا لهذه الموارد في حياة البشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق