حقيقة تأويل الرواسي في القران الكريم وإقصاء نظرية الجاذبية الأرضية ... خلدون ابواصبع في الخميس 01 مايو 2014 ، من موقع اهل القرآن...مع بعض الاضافات من عندي ...
قال الله تعالى في سورة فصلت. :(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( 9 ) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ( 10 ) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ( 11 ).. الرواسي هنا يقصد بها الغلاف الجوي وما يحتويه من غازات ،بالاضافة الى قوى عديدة مختلفة
وسورة الأنبياء (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ( 30 ) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 31 ) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ( 32 )
وسورة الحجر (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ( 16 ) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ( 17 ) إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ( 18 ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ( 19 ) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ( 20 ) ..الرواسي هنا يقصد بها الجبال ..
وسورة النحل (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 15 ) وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ( 16 ) ..الرواسي هنا يقصد بها مياه البحار والمحيطات ..
وسورة الرعد ((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ( 2 ) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( 3 )
وسورة المرسلات (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا( 25 ) أَحْيَاءًوَأَمْوَاتًا( 26 ) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا( 27 )
وسورة ق (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ( 6 ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ( 7 ) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ( 8 ) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ( 9 )
وسورة لقمان (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْـزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ( 10 )
إذا كان المقصود بالرواسي أنها الجبال فقط , فهذا يمثل خطأ فادح , إذ يحمل هذا التأويل معضلتين منطقية وعلمية بحتة ,فالأولى تقودنا بحسب موضعها وسياقها وترتيبهافي القران الكريم إلى أن الجبال جاءت قبل خلق السماء أو السماوات ...
والثانية تقودنا إلى أن الأرض ربما تكون ثابتة لا تدور حتى حول نفسها وغيرها من الملاحظات ..
ومعلوم لنا جميعا بأن مساحة مياه البحار والمحيطات تمثل 74% من مساحة سطح الارض ، ومساحة الجبال الحجرية على ظهر اليابسة لا تزيد عن 15%
فهل يعقل ان تهمل اهمية مياه المحيطات والبحار على اتزان الكرة الارضية وتذكر الجبال والانهار ولا تذكر المحيطات والبحار ..
ولذلك فقد تبين لي بان الرواسي المذكورات في الايات مع الانهار انما يقصد بها مياه البحار والمحيطات ..
وفي بقية الايات يقصد بالرواسي الجبال وكذلك الغلاف الجوي للارض بما فيه من غازات ..
وبالعودة أيضاً إلى موضوعنا السابق بعنوان ( نسف نظرية الصفائح التكتونية بالقران الكريم) نجد أننا تطرقنا إلى ما ورد صراحتاً في القران الكريم وبشكل منطقي بحت عن طريقة وكيفية ولادة الجبال أساساً وكذا القارات وقيعان المحيطات ...إلخ, نتيجة توسع الغلاف الجوي الذي بتوسعه تسبب فيشد وسحب وتمطط وتجعد غلاف الأرض الصخري معه . وأتمنى أن نكون بهذا قد إنتزعنا عن عقولنا تأويل الرواسي بأنها الجبال بلا رجعة .
والان وبالعودة إلى الآيات السابقة دون إهمال ما جاء بعدها أو قبلها نجد :
أن حقيقة تأويل الرواسي جاءت في القران الكريم لوصف كتلة سماء الأرض المتمثلة ( بكتلة الغلاف الجوي وطبقاته المسلطة على الأرض في كل اتجاه ,بحيث تعمل كرواسي لها وزن وضغط وقوة رافعة تحفظ كوكب الأرض تماسكه معلقاً في الفضاء الشاسع)
وسأحاول وبإيجاز طرح عمليات وأحداث خلق الكون والارض وغلافها الجوي بحسب تصور القران الكريم وبأسلوب منطقي بحت يقبله العقل :
قال تعالى(اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 12 ) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( 13 ) الجاثية , وأطرح بين أيديكم حقيقة تأويل هذه الايات الأكثر تعقيداً بين أوساط علماء المفسرين حتى اليوم ,والتي وبإختصار تكشف لنا بأن بذرة خلق هذا الكون وما فيه من مجرات وسماوات خلقها الله جل وعلا وسخرها من "فلك" (جَمِيعًا مِنْهُ) من ذرة صغيرة مستديرة حول نفسها بدأت بالأنتفاخ والتوسع مخلفتاً عناصر ومكونات الكواكب والمجرات والسماوات ,ف(جميعاً منه) عائدة على الفلك ومن الخطأ عطفها مرتين على الله جل وعلا لأن في ذلك تكرار ترفضه بلاغة القران وقواعد اللغة, وبدلاً من ربط أيات قرانيه لا علاقة لها بتاتاُ بما نسميه اليوم "نظرية الإنفجار العظيم" كإعجاز علمي , كما في سورة فصلت وسورة الأنبياء ,وأتمنى من علمائنا إعادة النظر حول هذ الإشكال وتصحيح مسار تأويلها وربطها بأيات سورة الجاثية المذكورة كإعجاز علمي لنظرية الإنفجار العظيم, إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون . أما بالنسبة إلى ما جاء في:
سورة فصلت:(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ( 9 ) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ( 10 ) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ( 11 )
وسورة الأنبياء (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ( 30 ) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 31 ) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ( 32 )
فأن تأويلها بحسب ترتيبها وسياقها وبشكل منطقي تأتي كما يلي :
فقبل وأثناء تطور فضاء هذا الكون الشاسع من سماء إلى سبع سماوات هائلة الحجم ,ولدت كغيرها أجزاء"كوكبنا الأرض" بصورة كتل صخرية سديمية ساخنة تسبح مضطربة في سماء الفضاء الوليد بغير سماء خاصة بها (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ( 9 ) فصلت, وفي سورة الأنبياء إشارة اخرى الى أن هذه كوكبنا لأرض الحالي" كان بغير سماء يفصله عن "سماء الفضاء الشاسع" ذلك الحين (كانتا رتقا ) أي كانت الأرض تلامس وتحتك مباشرة مع سماء الفضاء ؛ (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ( 30 )الأنبياء ففصل الله بينهما بخلق سماء "الغلاف الجوي" والذي له كتلة وقوة رافعة كان من شأنه أن الله جل وعلا جعلها وألقاها رواسي أرست الأرض . وهذا ما جاء عقب الآية مباشرة في سورة فصلت(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا )وكذا في سورة الأنبياء ,(وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ).
وفي سورة لقمان أيضاً (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)
وإذا ما تتبعنا ترتيب ما عقب مباشرة أيات سورة فصلت , نجد أن هذا الغلاف الجوي الوليد ورد ذكره بلفظ "سماء" ( ثم أستوى إلى السماء وهي دخان ), وكذا في سورة الأنبياء أيضاً جاء تفسير الغلاف الجوي بالسماء (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً ). ولنا في وقت قريب تفاصيل عمليات الخلق والإستواء وخلق السماوات والايام الست ...إلخ.
إذ ينبغي الان التركيز إلى عمليات "الرتق والفتق "المتمثلة بخلق سماء الأرض"الغلاف الجوي" الذي مهما حاولنا إيجاد تفسير نشأته بكل الوسائل والمراجع المتاحة علمياً فأننا لن نخرج بنتيجة شافية شاملة مترابطة الحلقات ولا مجال لدينا لطرح أمثله ووجهات نظر العلم الحديث فالمجال مفتوح لكم للبحث.
أما في القران والكتاب المقدس( الزبر والتوراة والإنجيل) مع المزيد من الإجتهاد في تدبر الآيات والنصوص فأننا وبشكل منطقي بحت أيضاً نجد أن تفسير نشأة الغلاف الجوي جاء كما يلي :
فقبل وأثناء تطور فضاء هذا الكون الشاسع من سماء أو نقطه إلى سبع سماوات هائلة الحجم ,ولدت كغيرها أجزاء"كوكبنا الأرض" بصورة كتل صخرية سديمية ساخنة تسبح ببطء في كتلة خلاء "الفضاء الوليد" بغير سماء خاصة بها, إلا أن أطنان الغازات المتصاعدة عن هذه الكتل الصخرية في كل إتجاة عملت كقوى دفع لها إلى الخارج بحيث كانت تعاكسه قوى دفع كتلة حيز ذلك "الفضاء الوليد" لها إلى الداخل بحيث منع وقاوم تسربها وضياعها فيه بالكامل , الأمر الذي أدى إلى أن تم فتق وفصل كتل الأرض السديمية عن حيز "سماء" الفضاء الخارجي الشاسع بتشكل أول طبقة جوية سميكة حول الأرض مؤلفة من تجمعات أطنان تلك الغازات الكثيفة, ولهذه الطبقة الجوية الوليدة كتلة وضغط وقوة رافعة تولت بدورها إستكمال عمليات تجميع وجذب وإمتزاج كتل الأرض الصخرية داخلها وحول مركز واحد حتى أخذت الأرض هيئتها الحالية وإستقرارها معلقة في الفراغ وطاقتها الحركية وحرارة باطنها....إلخ.
وهناك إشارة قرانيه أخرى وردت في سورة النازعات تصف وبشكل غامض ومختصر جداً عن عمليات خلق سماء الغلاف الجوي للأرض وعلاقة كتلته بعد ذلك في ضغط الأرض وإكساب باطنها بالحرارة ونفثها على سطحه بصورة براكين ومواد عضوية بحيث أخرج الله جل وعلا منها مائها ومرعاها, هذا إلى جانب الأثر البالغ الذي تسببه ارتفاع وتوسع سماكة الغلاف الجوي في شد وسحب وتمطط وتجعد غلاف الأرض الصخري معه مقابل تشكل وإرساء الجبال والقارات وقيعان المحيطات (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا( 27 ) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا( 28 ) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا( 29 ) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا( 30 ) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا( 31 ) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا( 32 ) مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ( 33 ) فمعنى دحاها تأتي كما كان يقصدها العرب قديماً أثناء قولهم: ( إملأ الكيس دقيقاً وإدحية ) أي زدْ عليه من الدقيق حتّى يمتلئ وينضغط الكيس تماماً ,وفي الآية جاءت بمعنى والأرض بعد ذلك ضغطها وبسطها وعصر باطنها بالحرارة ونفثها على سطحها بصورة مواد عضوية وبراكين أطلقت بدورها أطنان الغازات مقابل توسع وإرتفاع وإنتفاخ الغلاف الجوي من طبقة واحدة كانت سميكة إلى طبقات جوية متفاوتة الكثافة والسمك, وبالمقابل جرت وتجري إلى اليوم سلسلة دقيقة من تفاعلات الإندماج النووي بينة وبين نواتج ومخلفات عناصر إفرازات سطح الأرض مقابل تخليق ملايين العناصر الحيوية الجديدة (بذور حياة ) وبثها على سطح الأرض التي بدورها تستجيب وتطيع هندسة وخصائص الوسط الجوي لها والذي يعمل بشكل خارق لقدراتنا وإمكانياتنا في إضفاء القالب الهندسي والبصمة الوراثية والبيولوجية لكل بذرة حياة متواجدة على سطح الأرض بصورة هيكل أثيري يتغلغل مساماتها ويتفاعل معها كلاً بحسب كتلتها ومصدرها وجودة عناصر مكوناتها , قال تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 45 ) النور , ولولا هذه العمليات وجودتها الكفيلة والمتقنة منذ الوهلة الأولى لتشكل غلافنا الجوي لكان كوكبنا الأرض عقيم خالي من أشكال الحياة مثل باقي الكواكب لها غلاف جوي إلا أنه ربما لم يكن جديراً منذ الوهلة الأولى لتدبير ظروف وإمكانيات الخلق والله أعلم . علماً أن تفاعلات الإندماج النووي يمكن حدوثها بدرجات الحرارة والضغط العاديين.
وعلى سبيل المثال ضع قشرة موز في غرفتك بعد التأكد من إغلاق النوافذ وخلوا الغرفة من أي ذباب, ولاحظ أنك خلال يوم أو يومين ستجد ذباب حي يطير فوق وقرب روائح قشرة الموز .!!! فمن أين وكيف جاء ؟ وللإجابة سنحاول طرح التصور التالي :
كل الأشياء مكونة من ذرات صغيرة مترابطة ببعضها وهي في حركة مستمرة , وهنا لدينا جزيئات الذرات المكونة لقشرة الموز في حركة مستمرة تفرز نواتج موادها وعناصرها بصورة غازات كثيفة في حيز محيطها الجوي تعمل بمثابة قوى دفع لغلافها الجوي إلى الخارج والذي يعاكسه قوى دفع حيز كتلة جو الأرض لها إلى الداخل مكونتاُ بهذا أول طبقة جوية سميكة خاصه بها,لا تلبث إلا وتبدأ بالتوسع والإنتفاخ نتيجة إستمرار تصاعد غازات روائح قشرة الموز, وأثناء توسع وإنتفاخ طبقتها الجوية تسري سلسله دقيقة من تفاعلات الإندماج النووي بينه وبين نواتج مواد وعناصر إفرازات قشرة الموز , مخلقين ومنتجين ألاف العناصر الحيوية الجديدة (بذور الحياة) التي بدورها تطيع هندسة وكتلة حيز الوسط الجوي الذي يحويها والذي يتولى وضع بصمات التصميم الهندسي والوراثي لأي بذرة حياة متواجدة على سطح قشرة الموز بصورة هيكل أثيري يشغلها ويتفاعل معها بحسب كتلتها ومصدرها وجودة مكوناتها ليكون ذباب, أما إذا كان الشيء الموضوع قطعة لحم فالنتيجة تكون ديدان, ولنا في وقت أخر حديث طويل عن هذا بأدق التفاصيل ,المهم إن هذه العمليات تشابهه كثيراً ما جرى ويجري بين كتلة وهندسة الوسط الجوي لسطح الأرض مع نواتج مواد وعناصر إفرازات سطح الأرض , فالله جل وعلا يستجيب السماوات والسماوات تستجيب الأرض والأرض تستجيب .وهناك إشارة واضحة وردت في الكتاب المقدس لسفر هوشع ما نصه:
(21 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَسْتَجِيبُ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَسْتَجِيبُ السَّمَاوَاتِ وَهِيَ تَسْتَجِيبُ الأَرْضَ،
22 وَالأَرْضُ تَسْتَجِيبُ الْقَمْحَ وَالْمِسْطَارَ وَالزَّيْتَ، وَهِيَ تَسْتَجِيبُ يَزْرَعِيلَ.(
وفي سفر إشعياء 5 هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا)
وفي القران الكريم في سورة الأنبياء (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ( 47 ) وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ(48 ) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( 49 )
وقوله(والله انبتكم من الارض نباتا) نوح17, وقوله (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ( 36 ) يس,وقولة (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)الإسراء17 .
وحينما نكمل ترتيب أيات سورة فصلت ولقمان بعد أن تعرفنا ماهية تأويل الرواسي نلاحظ أيضاً أن ما عقب الرواسي مباشرة أيات تتحدث عن بث بذور الحياة وتقدير الأقوات وخلق الأزواج ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وبارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ( 10 )فصلت, وفي سورة لقمان (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْـزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ( 10 ) فتقدير "الأقوات"و "بث كل دابه" تعود إلى ما بعد عمليات خلق سماوات الفضاء الشاسع وسماء الأرض تدبير الظروف والشروط الممكنة لخلق بذور الحياة على سطح الأرض من خلال توسع الغلاف الجوي منذ الوهلة الأولى وتفاعله مع مواد وإفرازات الأرض.
وفي سورة ق أيضاً ((أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ( 6 ) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ( 7 )
وبالعودة سريعاً إلى ما سبق طرحة عن عمليات فتق الأرض عن السماوات بسماء الغلاف الجوي, أطرح لكم ايضاً ما جاء في (الكتاب المقدس) ففي الإصحاح الأول من سفر التكوين ما نصه: "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. ) ( وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.) بهذه النصوص نتذكر ما يقابلها في القران الكريم (كانتا رتقاً ففتقناهما ) حيث أن للماء أشكاله الفيزيائية ( غازية, سائلة, متجمدة ) ولذا قال ليكن جلداً أي سماء الأرض( غلاف جوي) يفصل مياة الفضاء الغازي المؤلف من هيدروجين ,عن ما تطور تحت الغلاف الجوي بمياه سائلة .
وفي سفر هوشع : صَانِعُ الأَرْضِ بِقُوَّتِهِ، وَمُؤَسِّسُ الْمَسْكُونَةِ بِحِكْمَتِهِ، وبِفَهْمِهِ مَدَّ السَّمَاوَاتِ.
ونعلم أن أي إختلال طفيف يطرأ على كتلة طبقات الغلاف الجوي فأن العواقب وخيمة ,كونها تتسبب في حدوث منخفضات ومرتفعات جوية مفاجئة من شأنها تنشيط الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وتغير المناخ وغيرها وهذا ما أشارت إلية الآية في سور فصلت والأنبياء ولقمان والنحل عقب الرواسي مباشرة (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)
ولا ننسى أن لكتلة هذه الرواسي المتمثلة (بكتلة الغلاف الجوي وطبقاته ) وظيفة أخرى فهي إلى جانب حفظ الأرض تماسكه معلقاً في نقطة في الفضاء ....إلخ , فهي من جهة أخرى تعمل على إبقاء جميع الموجودات الحية والجمادية والمسطحات المائية ملامسة سطح الأرض مع منحها متنفس حركي شاسع وهذا ما جاء عقب الرواسي مباشرة في سورة الأنبياء ((وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ( 31 )
فنحن وكل الأشياء المادية لنا كتلة , ولكننا في الحقيقة لا نحملها كاملة وإنما جزئاً منها , والباقي يحملها كتلة الطبقة الجوية لسطح الأرض, فاللهواء وزن وقوة رافعة كالسوائل , ونحن وكل الأشياء مجرد كتل مغمورة جزئياً في وزن الهواء وجزئياً نحمله نحن على سطح الأرض. بحيث نضمن بقائنا ملامسين الأرض ونضمن ترابط جزيئات الذرات المكونة لنا, وهذه الحقيقة غير مدركة لنا لأنها خارج إطار وعينا وفهمنا فنحن نمشي ونجري ونقفز مستيقنين ومعتقدين أن لا شيء أخر هناك.
وهناك إشارة قرانيه أيضاً تصف هذه الالية بشكل غامض بقولة تعالى (وخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ) هذه الآية تمثل أحد أشكاليات المفسرين حتى اليوم, وعلى سبيل المثال لا الحصر تجدون على الرابط التالي موقع المهندس/ عبدالدائم الكحيل الذي رغم اجتهاده المشكور عليه في تأويل الآية المذكورة إلا أنه ذهب بعيداً جداً ,حيثفسرها بأنها إشارة قرآنية إلى وسائل جديدة للنقل وصناعة الثياب.
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2012-12-04-18-35-47/1148-2013-03-30-10-28-50
وهذا رابط اخر لموقع أهل التفسير يوضح إشكاليات تفسير الاية :
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=10&cad=rja&uact=8&ved=0CFoQFjAJ&url=http%3A%2F%2Fvb.tafsir.net%2Ftafsir2220%2F&ei=DiFUU6rSHojBO9PngaAH&usg=AFQjCNG0fDnmzcGEBmBoDqkUakNDc8vanQ&bvm=bv.65058239,d.d2k
فالآية وبحسب ترتيبها جاءت كما في سورة يس (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ( 41 ) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ( 42 )وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ( 43 ) إِلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ( 44 ) ).
ومعنى فلك كما جاء في صحاح اللغةهو كل شيء مستدار ويستدير ويرتفع على ما حولها؛ والجمع فَلَكٌ, وهو بالأصل صفة متحركة وحامله بنفس الوقت ,وفي الآية جاءت تصف طبقة الجو المستديرة بسطح الأرض والتي لها كتلة وقوة رافعة تجعلنا نحن والأنعام والسفن وكل الأشياء لها راكبون أي محمولين جزئياً عليها وجزئياً نحمله نحن على سطح الأرض بحيث نضمن أيضاً بقائنا ملامسين سطح الأرض, وكما قلنا أن أي إضطراب طفيف يصيب كتلة طبقة جو الأرض فأن العواقب وخيمة مثل أرتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وغرق أجزاء من اليابسة , كما عقب بعد الاية مباشرة (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ( 43 ) إِلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ( 44 ).
وبنفس الطريقة يمكننا تأويل قوله تعالى :
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ( 21 ) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ( 22 )المؤمنون. فالفلك لا تعني بتاتاً السفينة , وإنما كتلة طبقة جو سطح الأرض التي تحملنا وتبقينا ملامسين سطح الأرض .
وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ( 12 ) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ( 13 ) الزخرف . وهذه السورة أيضاً تكشف لنا علاقة وألية إستواء كتلنا على ظهر طبقة جو الأرض .
وكذا في سورة النحل (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ( 8 ) والعديد من الأيات.
ولنا وقفة سريعة أيضاً مع أحد أكثر الكتب إثارة للعقل والدهشة بعنوان "أذان الأنعام" تأليف الدكتور / عماد محمد بابكر حسن, وأتمنى أن لا يفوتكم قراءته, وأطرح لكم أحد تأويلاته العجيبة في أيات القران الكريم صفحة رقم (297) كما يلي :
في سورة غافر (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ( 79 ) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ( 80 ) .
خلط بعض المفسرين بين الأنعام والخيل حتى يجدوا تفسيراً لركوبها لأنهم فهموها "لتمتطوا ظهورها " , رغم أن النص" لِتَرْكَبُوا منها" وليس تركبوها أو تركبوا عليها , وربما يفوت على كثير من الناس أننا أصلاً لا نركب الأنعام إلا الإبل ولكن ليس الضأن والمعز والبقر ,فكيف إذا يكرر الله ركوبنا الأنعام في ايتين متتاليتين .
فكلمة تركبوا هنا مأخوذة من الأصل "ركب" ومن معانيها "الاصل والمنبت" وقد أورد الرازي في معجم مقاييس اللغة قولا للفراء يفيد أن المركب تعني عانة الرجل أو المرأة ,أي الأعضاء التناسلية . فمعنى "لِتَرْكَبُوا منها" أي ليتم توالدكم وتناسلكم وتكاثركم منها , وقد يرتبط سر الإنبات هذا باللبن الذي لا غنى لأي إنسان حتى النباتيين عنه من المهد إلى اللحد . وهذا التفسير ينطبق أيضاً على أية(وَذَلَّلۡنَاهَا لَهُمۡ فَمِنۡهَا رَكُوبُهُمۡ وَمِنۡهَا يَأۡكُلُونَ )يس72
وكلمة "يحمل" لا تعني بالضرورة الحمل المجسد على الظهر وانما تستعمل للإشارة لعلاقة وطيده بين شيئين أو أعتماد أحدهما على الأخر .
أما الفلك , فهو كل ما يدور في فلك , وهو الإستدارة في الشيء , فالمركب "فلك" لأنه يسبح في فلك البحر الذي يسبح مع الأرض في فلكها, والسيارة تسير على سطح الأرض الدائري وتسبح مع الأرض في فلكها ,والسرير الذي نرقد عليه يسبح مع "فلك" الأرض التي تسبح مع فلكها . إنتهى ..
ونكمل بحثنا بطرح حقيقة أخرى تتمثل في أنالطبقة الجوية لسطح الأرض رغم أن لها وزن هائل إلا أنها لا تزال أقل الطبقات الجوية التي تعلوها وزناً وكثافة. , فكلما أرتفعنا من سطح الأرض زاد وزن وكثافة طبقة الهواء وبالتالي نفقد وزناً أكبر وهكذا حتى يصبح وزننا صفراً أي يصبح وزن كتلتنا كاملة محمولة على كتلة هواء طبقات الجو العليا.وأنا بهذا لم أعطل من وظائف ونجاحات نظرية الجاذبية الأرضية فكل الطرق والوسائل تعمل. إلا أن الجاذبية الأرضية تفترض العكس أي أن الطبقة الجوية لسطح الأرض هي أكبر وزناً وكثافة من الطبقات التي تعلوها ’ وأنه كلما أرتفعنا عن سطح الأرض كلما قلت كثافة الطبقات الجوية وبالتالي تنعدم الجاذبية شيئا فشيئأ .وكأن إنعدام قوة الجاذبية تنشط وتزداد في أماكن إنعدام الهواء تماماً ؟؟؟؟شيء غريب ومثير فعلاً للجدل .إذ أننا مهما حاولنا معرفة وتحديد مصدر الجاذبية الأرضية بشتى الوسائل والمراجع العلمية فأننا لن نخرج بنتيجة وصورة واضحة وكاملة .ورغم هذه الفجوة المعرفية إفترضت الجاليات العلمية أن الجاذبية الأرضية لسطح الأرض تعمل على إمساك الغلاف الجوي من الإنفلات والتبعثر في الفضاء بحيث تجذب جزيئات الهواء إلى سطح الأرض بصورة أكبر من طبقات الجو العليا .
ولكن كيف ونحن كما أوضحنا أنفاً أنه لا بد وأن يكون هناك قوى دفع للغلاف الجوي إلى الخارج والتي تعاكسه قوى دفع كتلة حيز الفضاء الخارجي له إلى الداخل . ولولا هذا التواتر لما وجد غلاف جوي اساساً ولما تشكلت الأرض ولما إكتسبت في باطنها حرارة...إلخ . قال تعالى في سورة فاطر{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}
هذا إلى جانب أن الغاز مادة ليس له شكل معين وإنما يأخذ شكل الإناء الذي يحويه ويطيع هندسته ’ وبتطبيق هذا نظرياً وبشكل منطقي على جزيئات الهواء التي تملأ جوف إنائها المتمثل ( بالغلاف الجوي للأرض ) فأنه تنشأ ظاهرة التغير في الكثافة التي تظهر لنا بصورة طبقات جوية تزداد كثافتها قرب حواف الغلاف الجوي بدرجة أكبر من الطبقات القريبة لسطح الأرض . وهذه خاصية طبيعية في الغازات التي عند ضغطها داخل جسم هندسي مغلق (الغلاف الجوي) فإنها تميل وتتحيز دائماً في التجمع قرب حوافه بصورة أكبر من مركزة كمحاولة منها في إجتياز سطح الجسم الذي يحويها, وكما قلت أنني بهذا لم أعطل من وظائف ونجاحات نظرية الجاذبية الأرضية فكل الطرق والوسائل تعمل. إلا أن الجاذبية الأرضية ترفض ربط تفسير وجودها وتبرير مصدرها على حساب كتلة الغلاف الجوي وجزيئات الهواء التي لها وزن وتعمل كقوة رافعة. علماً أن قوة الجاذبية الأرضية ليست هي نفسها في كل مكان على سطح الأرض ( الكهوف , الجبال ) .
وأطرح لكم تطبيقات نظرية حول علاقة كتلة طبقة جو سطح الأرض كمصدر اساسي أيضاً لعمل وتطورات وتغيرات قوانين الطبيعة :
إذا كنت في الأرض تبذل جهداً إضافي عند صعودك مرتفع جبلي, ففي المريخ الأصغر حجماً من الأرض ستبذل جهداّ عند نزولك منحدر جبلي . أما في المشتري الأكبر حجماً من الأرض فأنك ستبذل جهداً إضافي سوى كنت في منحدر أو مرتفع جبلي أوعلى سطح مستوي .والسبب يعود أنك لست من طينة أرض المريخ أو المشتري , حيث تساوي كتلة الطبقة الجوية على سطح المريخ أضغاف ما على سطح الأرض فتفقد معظم وزنك وتبدو كأنك تطفو, أما على سطح المشتري فأن كتلة طبقة الجو أقل بأضغاف ما على سطح الأرض وبالتالي سيزداد وزنك بالدرجة التي تفقدك القدرة على حمل نفسك والتحرك. هذا إذا لم يلتصق تجويف جسمك ببعضه وكأنك حجر مصمت .ولذا فإذا كان وزنك في الأرض 60 كيلو , ففي المريخ ربما15 كيلو .وفي المشتري 150 كيلو تقريباً .فكما قلنا سابقاٌ أن لنا نحن الموجودات الحية والجمادية والمسطحات المائية كتلة, ولكننا في الحقيقة لا نحملها كاملة وإنما جزء منها, فالباقي يحمله كتلة حيز طبقة جو سطح الأرض . وبغير هذه الالية لن نضمن بقائنا ملامسين الأرض وأن نتحرك بحرية كما تعودنا .
وإذا كان مقدراً لك أن تعيش في الأرض 70 سنه وحجمك وطولك كما نعرفه , ففي المريخ200 سنه تقريباً وبحجم أكبر, أما في المشتري 25 سنه تقريباً وبحجم الطفل. وإذا كنت من طينة الأرض وفقدت قدمك بحادث ما ولا تستطيع تعويض نفسك بقدم أخرى, ففي المشتري أنت كذلك ,أما في المريخ فأنه يتم تلقائياً تعويض القدم المقطوعة بقدم أخرى جديدة , وإذا كنت في الأرض تمر ال24ساعة كفترة يوم عادية, ففي المريخ سترى ال24 ساعة كأنها 92ساعة أي أربعة أيام . وفي المشتري وكأنها خمس ساعات , وهذا سيأتي في وقت أخر في تفسير معجزة أصحاب الكهف .وتفسير تمتع من سبقونا من البشر والكائنات بحجم أكبر وعمر أطول . وكذا تفسير قوله تعالي (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا( 17 ) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا( 18 ) سورة المزمل
إذا كانت خضروات وفواكه طينة الأرض بعد قطفها تستمر في النضوج ذاتياً حتى تفسد أو تعطب خلال أربعة أيام . ففي المريخ خلال أسبوعين . أما المشتري خلال يوم تقريباً.
إذا كنت في الأرض بطل العالم في السباحة ففي المريخ بطل العالم في الغرق , وفي المشتري بطل العالم في المشي فوق الماء .وإذا كنت ترى خروج الماء من قارورتك ينساب بإتجاة الأرض بصورة متجمعة وبسرعته المعتادة . ففي المريخ سترى الماء مجرد قطرات منتثرة في الجو وتسير بسرعة بطيئة , أما في المشتري وكأنك تسكب عسل غليظ جداً وبسرعة كبيرة يسقط بإتجاة الأرض .
إذا كنت في الأرض تستغرق ربع ساعة لغلي الماء , ففي المريخ 5 ساعات , أما في المشتري فأنت بحاجة إلى إستخدام أقل درجات النار حرارة . إذ أن إستخدام نار طينة الأرض في المشتري سيذيب إناء غلي الماء بأقل من 3 دقائق.وهذا سيأتي لاحقاً في تفسير معجزة سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالي ( وقلنا يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) .
إذا كنت في طينة الأرض تحصد بعض المحاصيل الزراعية مرة واحدة في السنة . ففي المريخ خمس مرات في السنة . أما المشتري مرة واحدة كل خمس سنوات . وهذا سيأتي تفسيره لاحقاً بقوله تعالى في سورة الكهف ( إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنلبوهم أيهم أحسن عملا *وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزا ) أي أرض مقفرة عاقرة.